تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين 43}
  قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ٤٣}[البقرة]
  الزكاة، في الأصل: النماء، وترد بمعنى التطهير، وترد شرعًا بالاعتبارين:
  أما الأول فلأن إخراجها سبب للنماء في المال، أو بمعنى أن الأجر يكثر بسببها، أو أنها متعلقة بالأموال ذوات النماء كالتجارة والزراعة.
  وأما الثاني فلأنها تطهرة للنفس من رذيلة البخل وطهرة من الذنوب، وهي في الشرع: إخراج جزء من النصاب إلى مصرف شرعي.
  والركوع في اللغة له معنيان:
  أحدهما: التطامن والإنحناء قاله الخليل وغيره.
  الثاني: الخضوع والتذلل ذكره المفضل والأصمعي، والمراد به في الآية: الانقياد والخضوع، وقيل: المعروف في الصلاة؛ وخص بالذكر مع اندراجه في الأمر بالصلاة لأن الخطاب لليهود، وصلاتهم لا ركوع فيها للتنبيه على أنه مطلوب في صلاة المسلمين الذين أمروا بالدخول معهم في الإسلام، والكون في أعدادهم، وقيل: كنى به عن الصلاة،