الباب الأول فيما يتعلق بالآيات
  لا تقول شيء زيد، وتقول: الله واحد صمد، وذلك يدل على علميته.
  فإن قيل: أليس قد وقع صفة في قوله تعالى: {الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ١ اللَّهِ ...}[إبراهيم: ١ - ٢] الآية.
  قيل: أما على قراءة الرفع فالسؤال ساقط لأنه يكون مبتدأ فيخرج عن الوصفية، وأما على قراءة الجر فهو وارد على جهة البيان، ونظيره أن تقول: هذه الدار للعالم الفاضل زيد، فإن زيداً ليس بصفة هنا بلا إشكال، وإنما ورد بياناً لأن في قولك: العالم الفاضل اشتباه فذكر زيد بعده لرفع ذلك الاشتباه، ولا يخرج به زيد عن العلمية، فكذلك في الآية.
  فإن قيل: ليست الآية نظيرة للمثال إذ لا اشتباه في أوصاف الله تعالى.
  قيل: إن الله خاطب العرب بلغتهم، وفي لغتهم التوكيد، والتقرير، وتنزيل المقر منزلة المنكر، وغير ذلك.
  فنقول: إن الله تعالى نزل المخاطبين بالآية منزلة من يشتبه عليه الأمر في نحو المثال المذكور فوصف نفسه بأنه عزيز حكيم، ثم بين وأكد بأن ذلكم العزيز الحكيم هو الله المتفرد بصفات الكمال المستحق للعبادة في جميع الأحوال، وفيه من التسجيل عليهم والتعريض بغباوتهم ما لا يخفى.
  الوجه الثالث: قوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ٦٥}[مريم] ومعناه أنه لا يقال لغيره: الله.
  الوجه الرابع: أن صفاته تعالى لا بد لها من موصوف تجري عليه،