مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون 53 وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم

صفحة 3711 - الجزء 6

  قوله تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ٥٣}⁣[البقرة]

  في قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ٥٣} دليل لما يذهب إليه أئمة العدل من أن الله تعالى يريد الاهتداء من الكل، وإبطال لقول من قال: إنه يريد الكفر من الكافر؛ إذ الخطاب عام؛ وأيضًا لو كان الله تعالى هو الذي يخلق الاهتداء في المهتدي والضلال في الضال لانتفت الفائدة من إنزال الكتاب والفرقان، ومن قوله تعالى: {تَهْتَدُونَ ٥٣}؛ لأن الاهتداء إذا كان بخلقه فلا تأثير لذلك؛ إذ يحصل الاهتداء من دون الكتاب، ولو جعل بدل الكتاب الواحد ألف كتاب ولم يخلق الاهتداء فيهم لما اهتدوا، فيكون إنزال الكتب عبثًا؛ تعالى الله عن ذلك؛ وكيف يجوز منه أن يقول: أنزلت الكتاب لكي تهتدوا، والغرض أنه لا تأثير لإنزاله؟! هل هذا إلا كذب محض يتحاشى منه أدنى الخلق، فكيف بالخالق العليم، الغني الحكيم؟!

  قوله تعالى: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}⁣[البقرة: ٤٥] القتل: قال القرطبي: إماتة الحركة، وقتلت الخمر: كسرت شدتها بالماء. وقال أبو حيان القتل: إزهاق الروح بفعل أحد، من طعن، أو ضرب، أو ذبح، أو خنق، أو ما شابه ذلك، وأما إذا كان من غير فعل فهو موت وهلاك. والمقتل: المذلل. وفي الآية مسائل: