مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى: [الدلالة على قبح الاستهزاء والجهل]

صفحة 3776 - الجزء 6

المسألة الأولى: [الدلالة على قبح الاستهزاء والجهل]

  في قوله: {قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٦٧}⁣[البقرة] دليل على قبح الاستهزاء، وأنه من صفات أهل الجهل؛ ولهذا أقامه مقام قوله: أن أكون من المستهزئين؛ وفي ذلك أيضًا دليل على قبح الجهل، وقبحه معلوم.

  قالوا: والجهل بسيط ومركب، والبسيط عام وخاص، فالعام: عدم العلم بشيء من المعلومات، والخاص: عدم العلم ببعض المعلومات، والمركب: أن يجهل ويجهل أنه يجهل، فالعام والمركب لا يوصف بهما من له بعض علم.

المسألة الثانية: [جواز النسخ]

  في الآية دليل على جواز النسخ بعد التمكن قبل الفعل، ولا خلاف في ذلك؛ والاستدلال بها مبني على أن الزيادة في الأوصاف والشرائط نسخ للمزيد عليه، وفيه خلاف. وفيها حجة على وقوع النسخ في شريعة موسى #.

المسألة الثالثة: [جواز الاجتهاد]

  احتج العلماء بقوله: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}⁣[البقرة: ٦٨] على جواز الاجتهاد، والعمل بغالب الظن في الأحكام؛ إذ لا طريق إلى كونها كذلك إلا الظن.