فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]
  وأخرج أحمد، والترمذي، وابن حبان، والحاكم، عن أبي سعيد، عن النبي ÷ أنه قال: «ويل وادٍ في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره». قال العزيزي: وإسناده صحيح.
الوعيد على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى ترك المعروف مع الأمر به وارتكاب المنكر مع النهي عنه
  في أمالي المرشد بالله: أخبرنا أبن ريذة، أنا الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا خلف بن هشام، عن العلاء، عن عمرو بن مرة، عن سالم الأفطس، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود قال رسول الله ÷: «إن من كان قبلكم كانوا إذا عمل العامل منهم الخطيئة نهاه الناهي تعذيرًا، حتى إذا كان الغد جالسه وواكله وشاربه، كأنه لم يره على خطيئته بالأمس، فلما رأى الله ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض، ثم لعنهم على لسان نبيهم عيسى بن مريم؛ ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون؛ والذي نفس محمد بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق، أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم».
  قال خلف: تأطرنه تقهرونه.
  وأخرجه أبو داود إلا قوله: «أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم ...» إلخ فإنما زادها في رواية في سندها انقطاع، وفي أخرى مرسلة.
  وأما وعيد من ترك المعروف مع أمره به، وارتكب المنكر مع نهيه عنه فقد مر في قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ...}[البقرة: ٤٤]، الآية.