مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]

صفحة 3834 - الجزء 6

  قوله: لتنتهكن بالبناء للفاعل وضم الكاف، أي لتبالغن في غسلها أو لتبالغن النار في إحراقها، والنهك: المبالغة في كل شيء.

  وعن أبي هريرة أن النبي ÷ رأى رجلًا لم يغسل عقبيه فقال: «ويل للأعقاب من النار»، وفي رواية أن أبا هريرة رأى قومًا يتوضؤون من المطهرة، فقال: اسبغوا الوضوء فإني سمعت أبا القاسم ÷ قال: «ويل للأعقاب من النار» أو «ويل للعراقيب من النار»، أخرجه البخاري ومسلم، وابن ماجة، مختصرًا.

  وأخرج الترمذي عنه: «ويل للأعقاب من النار» ثم قال: وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار، قال المنذري: وهذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي رواه الطبراني في الكبير، وابن خزيمة في صحيحه من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مرفوعًا، ورواه أحمد موقوفًا عليه.

  وأخرج مسلم، والنسائي، وابن ماجة، وأبو داود واللفظ لم عن عبد الله بن عمر أن رسول الله ÷ رأى قومًا وأعقابهم تلوح، فقال: «ويل للأعقاب من النار؛ اسبغوا الوضوء» وأخرجه البخاري بنحوه.

  وفي أمالي أبي طالب: ثنا ابن بندر، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا ابن نمير، ثنا محاصر، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر رأى رسول الله ÷ رجلًا يتوضأ فلم يصب عقبه الماء، فقال: «ويل للعراقيب من النار».