مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]

صفحة 3853 - الجزء 6

الوعيد على كسب الحرام وجمعه

  قال في العلوم: نا إبراهيم بن محمد، عن مصعب، عن سعيد، عن أبي جعفر، قال: قال رسول الله ÷: «يا معشر التجار، أما إني لا أسميكم السماسرة ولكن أسميكم التجار، والتاجر فاجر، والفاجر في النار إلا من أخذ الحق وأعطاه».

  وفي حديث رواه ابن مسعود مرفوعًا: «ولا يكسب عبد مالًا حرامًا فيتصدق به فيقبل منه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار» أخرجه أحمد وغيره من طريق أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد.

  وعن ابن عباس قال رسول الله ÷: «لا تغبطن جامع المال من غير حله أو قال: من غير حقه فإنه إن تصدق به لم يقبل منه، وما بقي كان زاده إلى النار»، أخرجه الحاكم وصححه؛ واعترض بأن في إسناده حنشًا اسمه حسين بن قيس، وهو متروك، وأخرجه البيهقي من طريقه بلفظ: «ولا يعجبنك رحب الذراعين بالدم، ولا جامع المال من غير حله، فإنه إن تصدق به لم يقبل منه، وما بقي كان زاده إلى النار» وأخرجه البيهقي أيضًا من حديث ابن مسعود بنحوه.

  وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله ÷: «الدنيا خضرة حلوة، من اكتسب فيها من حله وأنفقه في حقه أثابه الله عليه وأورده جنته، ومن اكتسب فيها مالًا من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان؛ ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة، يقول الله: كلما خبت زدناهم سعيرا». وأخرجه البيهقي.