الموضع الأول: قوله تعالى: بسم الله، وفيه مسائل:
  إذا جعلنا العلة ما ذكرتم فليس العلة في الخروج عن الإيجاب إلا عدمها(١)، فالعدم علة العلة، وعلة العلة علة، وأيضاً ليس قولكم بأن علة زوال التعلق خروجها عن ذلكم الإيجاب بأولى من أن يقال: إن خروجها عن إيجاب صفة للمريد إنما هو لزوال التعلق فلا تتميز العلة من المعلل.
  السؤال الثاني: لم لا تقولون إن العلة في زوال التعلق تَقضي مرادها أو خروجها عن الصفة المقتضاة عن صفة الذات، أو لأن الوجود شرط فيه.
  وأجيب عن الأول بأن الإرداة قد تخرج عن التعلق وإن لم تقتض مرادها كما لو أردنا قدوم زيد ثم بدا لنا أن لا نريد قدومه قبل أن يقدم، ولو قيل: بتعلقها حينئذٍ للزم أن تتعلق حال عدمها، وهو باطل.
  قال الإمام عز الدين #: ويدل على أن زوال تعلقها ليس لتقضي مرادها أن الإرادة قد ينقضي مرادها ولا يزول تعلقها كأن يريد أحدنا قدوم زيد ثم يقدم مع عدم علمه بقدومه، فإن الإراداة تبقى متعلقة بقدومه مع تقضي مرادها وهو القدوم، ذكره أصحابنا.
  قال #: وفيه نظر لأن ذلك ليس بتعلق حقيقي على أصلهم(٢).
  وأجيب عن الثاني: بأنه لولا العدم لما خرجت الإرادة عن هذه الصفة المقتضاة، فقد عاد الأمر إلى العدم لكن بواسطة خروجها عن الصفة المقتضاة.
(١) إذ تثبت بثباته وتنتفي بانتفائه. تمت مؤلف.
(٢) لعله يريد أن من أصلهم أن لا تعلق بالماضي. تمت مؤلف.