مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]

صفحة 3897 - الجزء 6

الوعيد على الكبر

  تقدم القول في ذلك في قوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى}⁣[البقرة: ٣٤].

الوعيد على الرياء

  في أمالي المرشد بالله: عن الجارود قال: قال رسول الله ÷: «من طلب الدنيا بعمل الآخرة طمس وجهه، ومحق ذكره، وأثبت اسمه في النار».

  وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به، فعرف نعمته فعرفها. فقال: ما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال: فلان جريء، فقد قيل؛ ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار؛ ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: قارئ، فقد قيل، ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال، فأتي به فعرفه نعمته فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها، قال: كذبت ولكن فعلت ليقال: هو جواد، فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار». أخرجه مسلم، والنسائي، والترمذي وحسنه، وابن حبان.