تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم 104}
  فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه» ورواه المرشد بالله. وأمسك ÷ عن قتل المنافقين؛ لكونه ذريعة إلى التنفير، وقول الناس: إن محمدًا يقتل أصحابه، وأمر الله الرجال والنساء بغض أبصارهم لما كان النظر ذريعة إلى مواقعة المحذور؛ والشواهد في هذا الباب كثيرة ليس المقصود استيفاء الأدلة هنا، وإنما الغرض ما يحصل به التنبيه على ما ادعيناه من كون الشريعة جاءت لسد الذرائع، ومن أراد البسط في ذلك فعليه بإغاثة اللهفان، وأعلام الموقعين. والظاهر من هذه الأدلة تحريم الذرائع، والدخول فيها، وقيل: إن تجنبها إنما هو بطريق الأولى لا على جهة الحتم. وتمسكوا بحديث أبي سعيد مرفوعًا: «إياكم والجلوس في الطرقات» فقالوا: يا رسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: «إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقها ...» الخبر. رواه أحمد والشيخان؛ لأنه نهى عن الجلوس حسمًا للمادة، فلما قالوا: ما لنا من مجالسنا بد ذكر لهم المقاصد الأصلية للمنع، فعرف أن النهي للإرشاد للأصلح. وأجيب بأنهم رجوا النسخ تخفيفًا لما شكوا من الحاجة؛ ويؤيده أن في مرسل يحيى بن يعمر: وظن القوم أنها عزيمة.
  فائدة: أخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ÷: «ما أنزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي رأسها وأميرها».