الباب الأول فيما يتعلق بالآيات
  من جواز إجرائها عليه تعالى منها الأبدي(١) وهو يفيد الداوم بحسب الزمان المستقبل، ومنها السرمدي وهو مأخوذ من السرد وهو التتابع والتوالي.
  قال الرازي: ولما كان الزمان إنما يبقى بسبب تعاقب أجزائه وتلاحق أبعاضه وكان ذلك التلاحق والتعاقب مسمى بالسرد أدخلوا فيه الميم الزائدة للمبالغة، ولما كان التلاحق والتعاقب في حق الله تعالى محالاً إذ ليس بذي أجزاء ولا أبعاض كان إطلاق هذا اللفظ عليه مجازاً، فإن ورد به السمع أطلقناه وإلا فلا، وفي بعض أشعار ابن أبي الحديد ما يدل على جواز إطلاقه، وهي قوله:
  والله ما موسى ولا عيسى المسيح ولا محمد
  علموا ولا جبريل وهو ... إلى محل القدس يصعد
  كلا ولا النفس البسيطة ... لا ولا العقل المجرد
  من كنه ذاتك غير ... أنك أوحدي الذات سرمد
  ومنها المستمر، وأصله المرور والذهاب وبقاء الزمان بحسب مرور أجزائه بعضها بعد بعض، ولذا أطلق عليه هذا اللفظ، وعلى هذا فيتمنع إطلاقه على الباري تعالى إذ ليس بقاؤه لتلاحق أبعاضه وأجزائه تعالى الله عن ذلك. ومنها الممتد وسميت المدة مدة لأنها ممتدة بسبب تلاحق أجزائها، وهذا المعنى ممتنع في الباري تعالى، ومنها لم يزل من غير شيء.
(١) في كلام علي # ما يدل على جواز إطلاقه وهو قوله: أنت الأبد فلا أبد لك رواه في النهج وقد حمله الشارح على المبالغة لما كان الأزل والأبد لا ينفكان عن وجوده تعالى فكأنه أحدهما أو على أن المراد ذو الأبد كما يقال: رجل مال أي ذو مال. تمت مؤلف.