مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[مقدمة المؤلف]

صفحة 45 - الجزء 1

[مقدمة المؤلف]

  

  وبه نستعين

  الحمد لله الذي تفضل علينا بالقرآن، وهدانا به إلى مناهج التقوى والإيمان، بما أودع فيه من التنبيه على دلائل العدل والتوحيد، وأبان فيه من قواطع الوعد والوعيد والزجر والتهديد، وما ضمنه من العلوم التي هي قوام جميع الأنام، وأساس قواعد الإسلام من معرفة الحلال والحرام، وسائر الآداب والأحكام، حتى صار لكل شيء بياناً وحجة، وإلى كل خير مسلكاً ومحجة.

  وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة ذي علم ويقين، بريء من الظن والتخمين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي تشرف بشرفه أصوله وفصوله، صلى الله عليه وعلى آله الفرقة الناجية، والعصابة الهادية، صلاة وسلاماً دائمين متلازمين من يومنا هذا إلى يوم الدين.

  أما بعد:

  فإني لما نظرت إلى ما وسعه الناس من الفنون والعلوم، وتشعب ما انطوت عليه من المنطوق والمفهوم، والاختلاف الطويل العريض بين أرباب النهي والحلوم، وتفكرت فإذا هذا العمر القصير لا يتسع لتعلم كل مستحسنها، فضلا عن فضولها ومستهجنها رأيت أن الاشتغال بالأهم منها هو الصواب، والمتعين فرضه في محكم السنة والكتاب، وذلك ما لا يعذر بجهله أحد من ذوي الألباب، وهو معرفة الله ومعرفة ما يرضيه وما يسخطه، واتباع ما يرضيه واجتناب ما يسخطه، وهذه الوجوه شاملة لمسائل الاعتقاد والعبادات،