المسألة الأولى: في فضائل القرآن والحث على العمل به
  فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال ÷ «دار بلاء وانقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن(١) كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، وصادق مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وكتاب تفصيل وبيان وتحصيل، والفصل ليس بالهزل، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنارات الحكمة، والدليل على المعرفة لمن عرف الطريق، فليولج رجل بصره، وليبلغ الطريقة نظره، ينجو من عطب، ويتخلص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور بحسن تخلص وقلة تربص»(٢). رواه أبو طالب(٣)، والإمام أحمد بن سليمان(٤) واللفظ له؛ وأخرج السيلقي نحوه من حديث أبي سعيد.
(١) الأمور نسخة.
(٢) أمالي أبي طالب ١٦٩.
(٣) الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون الحسني أحد أئمة الزيدية وعظمائها صاحب المؤلفات العديدة والمقالات السديدة، ولد سنة (٣٤٠ هـ) ودعا سنة (٤١١ هـ)، بعد وفاة أخيه المؤيد بالله، ومن مؤلفاته: كتاب (الدعامة) في أصول الدين، وقد قام بتحقيقه د/ ناجي حسن من العراق، ولكنه خبط فيه خبط عشواء فسماه أولاً: (نصرة مذاهب الزيدية)، ثم سماه ثانياً (الزيدية) ونسبه للصاحب ابن عباد وشابه كثيراً من الأخطاء المطبعية والإملائية، واللوم يتحتم على حملة الفكر الزيدي، الذين سار تراثهم نهباً هنا وهناك وما داموا ينتظرون إلى ما يقدمه لهم الآخرون من تراثهم الضخم، وفكرهم النير فلن يفلحوا، لأن المحقق إذا كان من غير المذهب لن يحمل فكر المذهب بل سيقتلع كنوزه الثمينة. ومن مؤلفاته أيضاً: (شرح البالغ المدرك) في أصول الدين، وكتاب (الأمالي) في الحديث، وكتاب (المجزي) في أصول الفقه (والتحرير) في الفقه (والإفادة) في التاريخ، توفي # سنة (٤٢٤ هـ).
(٤) الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان بن محمد ينحدر نسبه إلى الإمام الهادي إلى الحق، أحد أئمة الزيدية الأجلاء، ولد سنة (٥٠٠ هـ)، ودعا إلى الله تعالى، وإلى منابذة الظالمين سنة (٥٣٢ هـ)، وبايعه خلق كثير من صنعاء، وصعدة، ونجران، وغيرها، وخطب له بالحجاز، وله الكثير من المؤلفات منها: حقائق المعرفة في أصول الدين، وأصول الأحكام =