[كلام الإمام المنصور في وصف القرآن]
  من استشهد ناطقَه، ولا يهلك من اتبع بيانه، ولا يندم من استمسك بوثيق عروته، ولا يفلج إلا من احتج بمحكم حججه؛ نور ساطع، وبرهان لامع، وحق قاطع، كتاباً مفصلاً، ونوراً وهدى، قد ترجمه الرسول، وأحكم فيه وثائق الأصول، وفرع فروعه بأحسن القول).
[كلام الإمام المنصور في وصف القرآن]
  وقال المنصور بالله(١) #: (الحكمة: العلم النافع، وهو علم القرآن وتفسير معانيه، وتفصيل مجمله، والمعرفة بأحكام أوامره ونواهيه، ومحكمه ومتشابهه، وخاصه و عامه، ومجمله ومبينه، وناسخه ومنسوخه، والاعتبار بعبره، والفهم لأمثاله العجيبة، وقصصه الغريبة؛ فهذا عندنا رأس الحكمة، ومفتاح الرحمة)، وهذا القدر كاف في هذه المسألة؛ إذ تتبع ما ورد في فضل كلام الله والحث على اتباعه يشغلنا عن المقصود، مع أن ذلك أمر معلوم لولا قصد التنبيه والاقتداء بالنبي ÷ والوصي #، وأئمة العترة $، وغيرهم من علماء الإسلام، مع ما سيأتي إن شاء الله تعالى في سياق الآيات الدالة على فضله، وعظيم منزلته.
(١) الإمام المنصور بالله، عبدالله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن الحسين. أحد أئمة الزيدية وعظمائها، غزير العلم والمعرفة، واسع الإطلاع، نادرة عصره في الحفظ والذكاء والشجاعة، وغيرها من الصفات النبيلة. ولد سنة (٥٦١ هـ). ودعا إلى الله سنة (٥٨٣ هـ) أولاً، ثم جدد دعوته وعممها سنة (٥٩٤ هـ) وأجابه كثير من فضلاء اليمن وقبائلها، له العديد من المؤلفات النافعة في كثير من الفنون منها: (كتاب الشافي)، (المهذب)، (وحديقة الحكمة)، (صفوة الاختيار)، في أصول الفقه، (والعقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين)، وغيرها وتوفي # سنة ٦١٤ هـ بكوكبان، ودفن بها، ثم نقل إلى بكر ثم إلى ظفار ومشهده بها مشهور مزور.