المسألة الخامسة [استحقاق الله تعالى للحمد]
  فهي لام الاستحقاق، وقد عرفوها بأنها الواقعة بين معنى وذات؛ وبهذا يسقط قول الرازي وغيره: إنها في (الله) للاستحقاق، أو للملك، أو للاختصاص، إلا أن يحمل الاختصاص على ما يشمل الملك والاستحاق كما ذكره بعضهم، فلا بأس بإطلاق الاختصاص عليها بهذا الاعتبار(١).
تنبيه [خصوصية الحمد لرب العالمين]
  قد تقدم أن الذي تقتضيه اللغة أن الحمد يكون على النعمة وغيرها، لكن وصف الله تعالى برب العالمين وما بعده يشعر بأن الحمد في الآية لأجل تلك الأوصاف، أعني التربية والرحمة والجزاء(٢) على الأعمال، وهذا من أجل النعم وأعظمها، فعلى هذا يكون الحمد في الآية الكريمة بمعنى الشكر على تلك النعم؛ إذ ترتيب الحكم(٣) على الوصف يشعر بالعلية. والله أعلم.
المسألة الخامسة [استحقاق الله تعالى للحمد]
  استحقاقه تعالى للحمد يستلزم كونه محموداً، وقد تقدم أن المحمود أحد أركان الحمد، وهذا يدل على جواز وصفه تعالى بمحمود، وقد نص على جوازه الموفق بالله # في الإحاطة فقال: ويوصف بأنه حميد ومحمود لَمَّا فعل بالعبد من النعم ما يستحق به الحمد والشكر لمكانها.
(١) ويكون المراد أحدهما وهو الاستحقاق. تمت مؤلف.
(٢) المستفاد من قوله مالك يوم الدين. تمت مؤلف.
(٣) وهو الحمد على الوصف وهو رب العالمين وما بعده. تمت مؤلف.