المسألة السابعة [استطراد لذكر الحسن والقبح العقليين]
  ونجيب عنها، وتحقيق المسألة يكون في ثلاثة مواضع:
  الأول: في ذكر الخلاف، الثاني: في أدلة أهل العدل وما ورد عليها ورده.
  الثالث: في ذكر شبه الخصوم وإبطالها.
  ولما كانت هذه المسألة من أمهات مسائل العدل، بل هي أصله كما مر حسن منا أن نقدم قبل الاشتغال بهذه المواضع ثلاثة أبحاث:
  الأول: في الكلام على حقيقة العدل.
  والثاني: في بيان كون الله تعالى عدلاً.
  والثالث: في ذكر علوم العدل.
البحث الأول [في حقيقة العدل]
  البحث الأول: العدل، وله معنيان لغوي، واصطلاحي.
  أما اللغوي: فيقال على المثل: هذا عدل هذا أي مساو له في القدر، قال تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}[المائدة: ٩٥] ويقال: على الإنصاف والجور(١) وقد يوصف به الفاعل مبالغة إذا أكثر من فعل العدل.
  وأما الاصطلاحي: فهو عند الفقهاء ما كان ظاهره السلامة في فعل الطاعات واجتناب المقبحات، وأما المتكلمون فاختلفوا في حده، فقالوا: إنه قد يراد به الفعل، وقد يراد به الفاعل، وقد يراد به هذا العلم المخصوص الذي باين به أهل الحق من سواهم، فإذا أريد به
(١) فهو من أسماء الأضداد. تمت مؤلف.