مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[إمعان النظر في الأدلة]

صفحة 69 - الجزء 1

  وقال زيد بن علي #: (أما بعد يا قارئ القرآن فإنك لن تتلو القرآن حق تلاوته حتى تعرف الذي حرفه، ولن تمسك بالكتاب حتى تعرف الذي نقضه، ولن تعرف الهدى حتى تعرف الضلالة، ولن تعرف التقى حتى تعرف الذي تعدى، فإذا عرفت البدعة في الدين والتكليف، وعرفت الفرية على الله والتحريف رأيت كيف اهتدى من هدي).

  وقال القاسم بن إبراهيم #: (فاعرف يا بني الحق ومن خالفه فإنك يا بني حينئذٍ تعرف الحق ومن ألفه.

  واعلم أن معرفة الحق قسمان معلومان، وجزءان عند المحققين مقسومان:

  أحدهما: معرفة الحق في نفسه ونعته، وما أبانه الله من ضياء بينته.

  والآخر: معرفة ما خالفه من الباطل، والبراءة إلى الله من جهل كل جاهل. فاعرفهما جميعاً تعرف الحق وتوقنه، وتعرف قبيح كل أمر كان أو يكون وحسنه، ولا تغتر بهما جهلاً، ولا تكن لواحد منهما معطلاً، فتجهل بعض الحق أو تعطله، ولا تَأْمَنُ أن تركب بعض الباطل أو تفعله؛ ومتى لا تعرف الباطل لا تتبرأ من أهله، ومن لا يتبرأ من المبطل حل من السخط في محله، ومتى يجهل بعض الحق لا يؤمن على البراءة من المحق، ومن تبرأ من المحقين تبرأ الله منه، ومن أعرض، المحقون سخطاً أعرض الله عنه). ذكره في كتاب الدليل الكبير.