قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  فقال الإمام المهدي #: هو بمعنى التربية حقاً، لكن لا يلزم منه أن يكون الرب مشتقا منها وإن اتفقت الحروف.
  وقال النجري: بل هو بمعنى مالك أي لا يكون لي مالكاً وسيداً كما يقال رب الدار، قالوا: فبطل قول من يقول إنه(١) مأخوذ من التربية، وصح أنه بمعنى مالك، فإن قيل لهم أن يبطلوا كون الرب بمعنى مالك بما أبطلتم به كونه من التربية فيقولون لو كان بمعنى مالك لصح إطلاقه على غير الله تعالى كما يصح في مالك لأن الملك يعم.
  قيل: قد أجيب بأنه المالك المدبر، ومنه رب العالمين، أي المتولي لتدبير أمورهم، فلذلك لم يطلق على غيره تعالى، وقد ذكر بعضهم أنه ليس بمعنى مالك على الإطلاق، بل الربوبية ملك كامل لا يشبهه ملك في الشاهد، فلذا اختص به الباري تعالى.
  قلت: قد ذكر الفقيه حميد في (العمدة) أن مالكاً وملكاً كرب في عدم جواز إطلاقهما على غيره واشتراط التقييد، قال: إلا أن الحال فيه أظهر، فعلى هذا لا سؤال. روى هذا عنه الإمام عز الدين # في (المعراج).
  فائدة: استعمال الرب على مذهب أبي القاسم أنه من التربية بالنظر إلى الحيوانات حقيقة، لأنها تحتاج إلى مؤنة، وتنتفع، وإلى الجماد مجاز. أشار إلى هذا في (الدرر).
(١) أي لفظ رب. تمت مؤلف.