قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  العباد، قال: وحكي عن أبي الهذيل مثل ذلك في الحرارة والبرودة. والمراد من كون العرض مقدورا للعبد أنه يقدر عليه، وليس المراد أنه يختص بالقدرة عليه، فإن الباري تعالى يقدر في الوقت الواحد والمحل(١) الواحد على ما لا نهاية له من أجناس مقدورات العباد.
  ومنها: أنها تنقسم إلى ما يحتاج إلى محل وإلى مالا يحتاج إلى محل، فالذي لا يحتاج إلى المحل إرادة القديم تعالى وكراهته والفناء عند بعض المعتزلة، ولا يخفى أن الظاهر من حكاية السيد حميدان | لمذهب أئمة العترة يقضي بأن الثلاثة المذكورة ليست من جملة الأعراض، وأنه يستحيل عرض لا في محل، وسيأتي تحقيق مذهب الأئمة $ في هذه الثلاثة في موضعه إن شاء الله. ثم المفتقر إلى المحل منه ما يفتقر إلى محلين كالتأليف، ومنه ما يفتقر إلى أمر سوى المحل، وذلك الحياة والقدرة والظن والعلم ونحوها فإنها تفتقر إلى بنية مخصوصة، ومنه ما يوجب صفة لمحله كالأكوان، ومنه ما يوجب صفة للجملة لا للمحل وحده كالحياة ونحوها من المعاني الراجعة إلى الجملة، ومنه ما لا يوجب إلا للحي، أي لمن الحياة حاصلة فيه، وذلك كالعلم والقدرة ونحوهما(٢). ومن الأعراض ما يختص القلب فلا يوجد إلا فيه، أو فيما بني كبنيته، وذلك كالعلم والإرادة والشهوة ونحوها، ومنها ما لا يختص كالقدرة والحياة ونحوهماه ومنها ما لا يوجب رأساً كالمدركات. ومنها: أنها تنقسم إلى ما يجوز اجتماعه
(١) فإنه يقدر على خلق حرارة وسواد ورطوبة في محل واحد في وقت واحد. تمت مؤلف.
(٢) الإرادة والكراهة. تمت مؤلف.