المسألة الثامنة عشرة [حدوث العالم]
  ومعنى صلاحه ثبوت تركيبه على وفق الغرض والداعي، وفساده خروجه عن ذلك التركيب.
  والثاني: يستعمله المتكلمون إما مضافاً كقولهم: قد علمنا كون المتحيز في جهة يريدون به حصوله فيها، وهذا بمعنى الكائنية، وإما مفرداً كقولهم: الجوهر مضمن بالكون(١) أو نحو ذلك، وهذا هو الذي اختلف المتكلمون في مسماه، فقال الإمام يحيى، وأبو الحسين وابن الملاحمي، ورواه السيد حميدان عن أئمة العترة $: المراد به الصفة التي الجسم عليها وهي حصوله في الجهة أو نحو ذلك، وهؤلاء يسمون نفاة المعاني؛ لأنهم يجعلون الأعراض كلها الأكوان وغيرها صفات للجسم بالفاعل.
  قال ابن حابس: وبه قال ابن الخطيب الرازي وكثير من الأشاعرة والمجبرة، قال ابن زيد(٢): وهو مذهب القاسم والهادي #، ومعنى ذلك أن الحركة والسكون ونحوهما(٣) هي التي يعبر بها عن كونه متحركاً وساكناً ومجتمعاً ومفترقاً، وهذه الصفات إنما تثبت بالفاعل عندهم.
  وقال السيد مانكديم والإمام المهدي والقرشي وغيرهم من أصحابنا: بل هو اسم لمعنى موجب الحصول الجسم في جهة(٤) وهذا قول البهاشمة وغيرهم.
(١) أي لا يخلو عن الكون. تمت مؤلف.
(٢) عبد الله بن زيد العنسي. تمت مؤلف.
(٣) الاجتماع والافتراق. تمت مؤلف.
(٤) أو حصوله على صفة نحو كونه مجتمعاً أو مفترقاً. تمت مؤلف.