المسألة الثامنة عشرة [حدوث العالم]
  لا يسلم العلم بذلك المدلول. ومعنى قوله: إنه لا يسلم العلم معها أن صحة الدليل مترتبة على صحة مقدماته، ومع قدحها فيه(١) يقع القدح في العلم بالمدلول لأن طريق العلم به هو الدليل، فإذا حصل لبس أو شك فيه انتفى العلم.
  قال القرشي: ولسنا نشترط في العلم بحله(٢) أن يعلم كيفية التعبير عن حل الشبهة.
  قلت: لعله يريد أن العلم بحله من فروض الأعيان، فأما أن نفس حله من فروض الأعيان، وأما التعبير فمن فروض الكفايات، وهذا الذي يظهر من كلام الإمام عز الدين #، فإنه قال: إنه لا كلام إن العلم بحله من فروض الأعيان، فأما أن نفس حله من فروض الأعيان فليس كذلك بل فرض كفاية، وهذا مع حصول الشك في الدليل فأما إذا وردت شبهة على ركن من أركان الدليل ولم يحصل لأجلها شك ولا قدح فلا يجب حلها إلا كفاية.
  وقال الإمام #: وقد قيل إن معارضة الدليل مما يقدح في العلم فينزل منزلة ما يرد على أركانه، مثاله: استدلال المجسمة على ذلك بأنه قادر عالم والقادر العالم لا يكون إلا جسماً معارضة لقولنا: قد ثبت أنه عالم قادر والعالم القادر لا: يكون إلا حياً، فيكون العلم بحل هذه المعارضة فرض عين لحصول الشك معها.
(١) أي الشبهة في الدليل. تمت مؤلف.
(٢) أي القسم القادح. تمت مؤلف.