قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم 6} من سورة الفاتحة
  على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله في قلب كل مسلم(١). وفي تفسير ابن جرير: حدثنا المثنى، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح أن عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن نواس بن سمعان الأنصاري عن رسول الله ÷ قال: «ضرب الله مثلاً صراطًا مستقيما والصراط الإسلام»، حدثنا المثنى، حدثنا آدم العسقلاني، قال: حدثنا الليث، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نضير عن أبيه، عن نواس بن سمعان الأنصاري عن رسول الله ÷ بمثله.
  ابن جرير صاحب التفسير هو محمد بن جرير بن يزيد وفي بقية نسبه بعد يزيد اختلاف فقيل: يزيد بن كثير بن غالب، وقيل: يزيد بن خالد، وقيل: يزيد بن هارون، وهو أشهر من أن يذكر، كان إماما في فنون كثيرة، أثنى عليه الذهبي ووثقه هو وغيره، وعداده في ثقات محدثي الشيعة، وقد نالوا منه لذلك توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة كذا في الجداول وفي غيرها سنة عشر.
  وأما آدم العسقلاني فوثقه أبو حاتم، وقال النسائي: لا بأس به، وقال ابن معين: ثقة ربما حدث عن قوم ضعفاء، قال أبو حاتم: مأمون متعبد من خيار خلق الله، وفي الجامع الوجيز: أن الأئمة رووا له، توفي سنة عشرين أو إحدى وعشرين ومائتين.
  وأما عبد الرحمن بن جبير فهو: الحضرمي أبو حميد الشامي، وثقه أبو زرعة والنسائي وابن سعد، توفي سنة ثماني عشرة ومائة،
(١) دليل على وجود الخاطر المنبه على النظر وغيره. تمت.