مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [معنى النعمة]

صفحة 971 - الجزء 2

  وأنه لا يمكن من دونها، ولقائل أن يقول: ليس تصحيحها للانتفاع بالدلالة على كونها نعمة بأولى من دلالة تصحيحها للاستضرار على كونها مضرة ونقمة.

  قيل: بل هاهنا مخصص خصصها بالدلالة على قولنا، وهو قصد الباري تعالى بها الانتفاع، ولهذا قلنا: إن إعادة حياة العاصي لا تكون نعمة.

  فإن قيل: فما الذي يدل على أنها أول النعم؟

  قيل: هو أن سائر المنافع تترتب على الحياة إما في وجودها أو في صحة الانتفاع بها.

  فإن قيل: هلا كان أول النعم الجملة التي لا يصير الحي حيا إلا بها فإن الحياة مترتبة في الوجود عليها.

  قيل: لأن الجملة لا تأثير لها في صحة الانتفاع وإنما المؤثر في ذلك الحياة، وأيضاً فإنه لا بد من تمييز النعمة من والجملة هي نفس المنعم عليه فلا يجوز أن تكون نعمة فضلا عن أن تكون المنعم عليه، أول النعم.

  قلت: هكذا ذكر بعض أصحابنا أن الجملة لا يجوز أن تكون نعمة وفيه نظر لما مر في تفسير المنفعة⁣(⁣١)، ولأن خلق الحي أحد أصول النعم كما ذلك معروف.


(١) يعني من أنها اللذة والسرور أو ما يؤدي إليهما ولا شك أن خلق الجملة يؤدي إليهما. تمت مؤلف.