مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [في وصف الله تعالى بالإنعام والغضب]

صفحة 1051 - الجزء 2

المسألة الخامسة [في وصف الله تعالى بالإنعام والغضب]

  قوله تعالى: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}⁣[الفاتحة: ٧] وقوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}⁣[الفاتحة: ٧] يستلزم صحة وصف الله تعالى بمنعم وغضبان، فأما منعم فقد نص عليه الموفق بالله # في الإحاطة والقرشي في المنهاج، ومعناه: فاعل النعمة، ولا أعلم خلافا في صحة إطلاقه، وأما وصفه بغضبان فلم أقف على نص لأحد المتكلمين على جوازه، وإنما نصوا على جواز وصفه بالغضب من دون تعرض لصيغة الوصف، بل ظاهر عبارة الموفق بالله # يدل على أنه لا يسند إلى الباري تعالى إلا بصيغة الفعل؛ لأنه قال: ويوصف بأنه يغضب على الكفار بمعنى أنه يريد لعنهم وعقابهم، وليس المراد به التغيير لأن الحكيم الوقور قد يوصف بأنه غضب على عبده وإن لم يتغير ولم يحصل له إلا إرادة الانتقام، ولقائل أن يقول: قد صح المعنى ولا مانع فيجوز وصفه بغضبان، وقد ورد في عدة أحاديث عن النبي ÷: «من فعل كذا وترك كذا لقي الله وهو عليه غضبان» منها: حديث ابن عباس مرفوعا: «من ترك صلاة لقي الله تعالى وهو عليه غضبان» أخرجه الطبراني في الكبير.

  قال العزيزي: وإسناده حسن، وأما غاضب فلم يرد ما يدل على جوازه على أن اسم الفاعل من (غضب) لم يأت على (غاضب) كما في كتب اللغة، وإنما يأتي على غضب كحذر وغضوب وغضب⁣(⁣١)


(١) السريع الغضب. تمت مؤلف.