المسألة الأولى [معنى الضلال والإضلال]
  قوله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ ٧}
  فيه مسائل:
المسألة الأولى [معنى الضلال والإضلال]
  الضلال يستعمل في لغة العرب على معان، وله لفظتان: ضل، وأضل.
  فأما (ضل) فتستعمل لازمة بمنى ضاع وهلك نحو: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء: ٦٧] أي ضاع وبطل، وقوله: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}[السجدة: ١٠] أي: هلكنا، وبمعنى العدول عن الصراط المستقيم، ويضاده الهداية، ومنه قوله: {وَلَا الضَّالِّينَ ٧}[الفاتحة] قال الهادي #: يقول إنهم ضلوا عن سواء السبيل وهم النصارى، ومنه: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}[الضحى] إذ الجهل عدول عن الاستقامة، وبمعنى النسيان كقوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}[البقرة: ٢٨].
  قال الراغب: ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمداً كان أو سهوا، يسيرًا كان أو كثيرًا، فإن الصراط المستقيم الذي هو المرتضى صعب جدا.
  قلت: وإذا كان الضلال ما ذكر صح أن يستعمل في كل من وقع