مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [معنى الضلال والإضلال]

صفحة 1055 - الجزء 2

  قوله تعالى: {وَلَا الضَّالِّينَ ٧}

  فيه مسائل:

المسألة الأولى [معنى الضلال والإضلال]

  الضلال يستعمل في لغة العرب على معان، وله لفظتان: ضل، وأضل.

  فأما (ضل) فتستعمل لازمة بمنى ضاع وهلك نحو: {ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}⁣[الإسراء: ٦٧] أي ضاع وبطل، وقوله: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ}⁣[السجدة: ١٠] أي: هلكنا، وبمعنى العدول عن الصراط المستقيم، ويضاده الهداية، ومنه قوله: {وَلَا الضَّالِّينَ ٧}⁣[الفاتحة] قال الهادي #: يقول إنهم ضلوا عن سواء السبيل وهم النصارى، ومنه: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}⁣[الضحى] إذ الجهل عدول عن الاستقامة، وبمعنى النسيان كقوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى}⁣[البقرة: ٢٨].

  قال الراغب: ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمداً كان أو سهوا، يسيرًا كان أو كثيرًا، فإن الصراط المستقيم الذي هو المرتضى صعب جدا.

  قلت: وإذا كان الضلال ما ذكر صح أن يستعمل في كل من وقع