مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [معنى الضلال والإضلال]

صفحة 1056 - الجزء 2

  منه خطأ ما ولذا نسب إلى الأنبياء $ كما في {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}⁣[الضحي] وحكى عن موسى قوله: {فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ٢٠}⁣[الشعراء] وتستعمل (ضل) متعدية⁣(⁣١) نحو: ضل فلان الطريق. إذا جهل مكانها، ومنه قوله تعالى: {فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ ١}⁣[الممتحنة].

  وأما لفظة: (أضل)، فتأتي على وجوه:

  أحدها: أن تكون بمعنى (ضل) المتعدية وإنما جيء بالهمزة للفرق بين ما يفارق مكانه وما لا يفارقه، قال أبو زيد: يقال: ضل الطريق. ولا يقال: أضلها. إذ لا تفارق مكانها، ويقال: أضل زيد بعيره - بالهمزة - لما كان البعير يفارق مكانه، ولا يقال: ضل عن⁣(⁣٢) بعيره. إلا أن يكون البعير لا يفارق مكانه بأن يكون مربوطاً أو محبوساً.

  قلت: وفيه نظر لما في القاموس من عدم الفرق فإنه قال: ضل فلان البعير والفرس؛ ذهبا عنه، كأضلهما.

  الثاني: أن تكون من (ضل) اللازمة التي بمعنى ضاع وبطل، فتكون الهمزة للتعدية فيقال: أضله أي أضاعه وأبطله، ومنه قوله تعالى: {أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ١}⁣[عمد] أي: أبطلها.

  الثالث: بمعنى الحكم والتسمية يقال: أضل فلان فلانا أي: حكم عليه بذلك وسماه به كقوله:

  ما زال يهدي قومه ويضلنا ... جهراً وينسبنا إلى الكفار


(١) بنفسها أو بالحرف. تمت مؤلف.

(٢) القياس حذف عن. تمت مؤلف.