مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1168 - الجزء 2

  تعكيسه إما أن يكون في الحروف⁣(⁣١) أو في الآيات، إن كان الأول فلا إشكال في فساد صلاته وعدم جوازه لإفساده نظم القرآن ومعناه، وإن كان الثاني فقال النووي: يجب ترتيب آيات الفاتحة، وبه قال الرازي قال: فلو قرأ النصف الأخير ثم الأول يحسب له الأول دون الأخير وهذا هو الظاهر للمذهب، قال ابن مفتاح: تعكيس الآي إن كان في القدر الواجب واجتزئ به أفسد وإلا فلا، قال السحولي: أو حصل بالتعكيس فساد المعنى، يعني ولو لم يكن في القدر الواجب.

  وفي (شرح الأزهار): أنه إذا قدم النصف الأخير من الفاتحة كاملاً على النصف الأول فسدت صلاته، قال في حاشية: إن اعتد به. وحجتهم على الفساد أنه يغير نظم القرآن ويبطل إعجازه.

  واحتج في (البحر) بقوله: «اقرءوا كما علمتم»، وظاهر كلامهم أنه لا فرق بين الفاتحة وغيرها.

  وفي شرح المهذب ما لفظه: وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فمتفق على منعه؛ لأنه يذهب بعض أنواع الإعجاز، ويزيل حكمة الترتيب.

  وقد مر من كلام ابن بطال أنه محظور، واستدل له السيوطي بقول ابن مسعود وقد سئل عمن يقرأ القرآن منكوساً: ذاك منكوس القلب. أخرجه الطبراني بسند جيد.


(١) كأن يقرأ في (رب) (بر). تمت مؤلف.