مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1169 - الجزء 2

  وفي (شرح الأزهار): عن أحد قولي المؤيد بالله أنه لا يشترط الترتيب بين آي الفاتحة، قال في ضوء النهار: إلا أنه ينبغي أن يقيد بما إذا لم يختل المعنى المتعلق بالضمائر والعطف ونحوها، وجعل الخلاف مترتبا على الخلاف في كون ترتيب الآيات توقيفيا أم لا.

  قلت: وقد مر أنه توقيفي بالإجماع، وأما خلط سورة بسورة فقد مر جوازه عند أهل المذهب، وهو الظاهر من كلام الغزالي وغيره وإن كان خلاف الأولى.

  قال السيوطي: وأما خلط سورة بسورة فعد الحليمي تركه من الآداب، لما أخرجه أبو عبيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله ÷ مر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة، فقال: «يا بلال مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه اسورة»، قال: خلطت الطيب بالطيب، قال: «اقرأ السورة على وجهها» أو قال «على نحوها»، قال في (الإتقان): مرسل صحيح، وهو عند أبي داود موصول عن أبي هريرة بدون آخره، وأخرجه أبو عبيد من وجه آخر عن عمر مولى عفرة أن النبي ÷ قال لبلال: «إذا قرأت السورة فانفذها».

  وقال: حدثنا معاذ عن ابن عوف قال: سألت ابن سيرين عن الرجل يقرأ من السورة آيتين ثم يدعها ويأخذ في غيرها؟ قال: ليتق أحدكم أن يأثم إثماً كبيراً وهو لا يشعر.

  وأخرج عن ابن مسعود قال: إذا ابتدأت في سورة فأردت أن تتحول منها إلى غيرها فتحول إلى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}⁣[الإخلاص]، فإذا ابتدأت فيها فلا تتحول منها حتى تختمها.