مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة
  وفي (شرح الأزهار): عن أحد قولي المؤيد بالله أنه لا يشترط الترتيب بين آي الفاتحة، قال في ضوء النهار: إلا أنه ينبغي أن يقيد بما إذا لم يختل المعنى المتعلق بالضمائر والعطف ونحوها، وجعل الخلاف مترتبا على الخلاف في كون ترتيب الآيات توقيفيا أم لا.
  قلت: وقد مر أنه توقيفي بالإجماع، وأما خلط سورة بسورة فقد مر جوازه عند أهل المذهب، وهو الظاهر من كلام الغزالي وغيره وإن كان خلاف الأولى.
  قال السيوطي: وأما خلط سورة بسورة فعد الحليمي تركه من الآداب، لما أخرجه أبو عبيد عن سعيد بن المسيب أن رسول الله ÷ مر ببلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة، فقال: «يا بلال مررت بك وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه اسورة»، قال: خلطت الطيب بالطيب، قال: «اقرأ السورة على وجهها» أو قال «على نحوها»، قال في (الإتقان): مرسل صحيح، وهو عند أبي داود موصول عن أبي هريرة بدون آخره، وأخرجه أبو عبيد من وجه آخر عن عمر مولى عفرة أن النبي ÷ قال لبلال: «إذا قرأت السورة فانفذها».
  وقال: حدثنا معاذ عن ابن عوف قال: سألت ابن سيرين عن الرجل يقرأ من السورة آيتين ثم يدعها ويأخذ في غيرها؟ قال: ليتق أحدكم أن يأثم إثماً كبيراً وهو لا يشعر.
  وأخرج عن ابن مسعود قال: إذا ابتدأت في سورة فأردت أن تتحول منها إلى غيرها فتحول إلى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١}[الإخلاص]، فإذا ابتدأت فيها فلا تتحول منها حتى تختمها.