مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الثاني فيما يتعلق بجملة الفاتحة

صفحة 1198 - الجزء 2

  ويؤيده حديث: «أنا أفصح من نطق بالضاد»، فإنه يدل على تفاوت الناس في النطق به من مخرجه وذلك يكون إما لاختلافهم في التمييز التام بين مخرجه ومخرج الظاء، أو لاختلاف فصاحة ألسنتهم عند النطق بالحرف، وعلى أيهما فقد حصل الغرض، إذ لو كان يجب النطق بالحرف على وجهه لما وقع التفضيل ولبينه النبي ÷.

  قال الرازي: لو كان هذا الفرق معتبراً لوقع السؤال عنه في زمان رسول الله ÷، وفي أزمنة الصحابة، لاسيما عند دخول العجم في الإسلام، فلما لم ينقل وقوع السؤال علمنا أن التمييز بين هذين الحرفين ليسا في محل التكليف.

فائدة:

  حديث: «أنا أفصح من نطق بالضاد» لم أقف على تخريجه، وحكى في المقاصد الحسنة عن ابن كثير أنه لا أصل له، قال: ومعناه صحيح.

تنبيه:

  قد مرت الإشارة إلى أن الجمع بين لفظتين متباينتين نحو: يا عيسى ابن موسى مما تفسد به الصلاة؛ لأن هذه الكلمات وإن كانت آحادها في القرآن فتركيبها ليس فيه فهو من كلام الناس، لكن إنما يفسد إذا كان عمداً على المذهب، وهو أحد قولي المؤيد بالله، وعنه: لا تفسد، فإن كان سهواً لم تفسد، قولاً واحداً.