مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الثاني فيما يتعلق بجملة الفاتحة

صفحة 1203 - الجزء 2

  قالوا: عمل القلب وهو الانتظار كثير.

  قلنا: ليس بفعل، سلمنا، فمعفو عنه على أنه قد نص أبو طالب على أن الانتظار لا يفسده والتحقيق أنه لا مانع منه مطلقاً⁣(⁣١)، ويؤيده استملاء ذكوان حال إمامته بعائشة عند ابن أبي شيبة، وأخرجه البخاري، وأدلة تفضيل التلاوة في المصحف متناولة هذه الحالة، والأفعال التي لا تتم الصلاة إلا بها لا تفسدها كالحركات للركوع والسجود، ولا يبعد وجوبه إن لم تمكنه القراءة بدونه، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣[التغابن: ١٦] ونحوه.

  وأما التلقين وهو أن يلقنه غيره فلا يجزيه على المذهب للمتابعة؛ إذ يستلزم الانتظار وهو فعل. وعن أبي طالب: إن كان لغير عذر لم يجز، ولعذر كالمرض والتعليم يجزي ووجهه أنه مكلف بما يستطيع وهذا مستطاع، ولا مانع وقواه المفتي.

  وأما لو قرأ في صلاته قاصداً مع الإتيان بالفرض تعليم آخر، فقال في (الياقوتة): يجزي المتعلم لا المعلم، قال الإمام المهدي: وهو القياس. وقيل: لا فرق بينهما في عدم الإجزاء، وهو المذهب. وقد عرفت أنه لا علة لذلك إلا الانتظار، وهو تعليل ضعيف، وقد انتظر علي # لابن الكواء حتى أتم الآية ولم يعده مفسداً، ولعموم ما ورد في فضل تعليم الناس، وحديث: «صلوا كما رأيتموني أصلي»،


(١) سواء كان يمكنه القراءة من دونه أم لا. تمت مؤلف.