مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1221 - الجزء 2

  وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عنه، قال: المؤمن في سعة من الاستماع إليه إلا في صلاة الجمعة وفي صلاة العيدين، وفيما جهر به من القراءة في الصلاة.

  قلت: ولأن الاستماع لا يكون إلا مع السماع، ولا سماع في غير الجهرية فتعين أن المراد بالآية وجوب الاستماع والإنصات فيما يجهر فيه بالقراءة كما قال ابن عباس.

  وقد روى البيهقي عن أحمد أنه قال: أجمع الناس على أن هذه الآية نزلت في الصلاة، وقد ورد في السنة ما يؤيد ذلك، ففي شرح التجريد أخبرنا أبوبكر المقري، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب أن مالكاً حدثه عن ابن شهاب عن ابن أكيمة الليثي عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ انصرف عن صلاة جهر فيها بالقراءة فقال: «هل قرأ منكم معي أحد آنفاً؟» فقال رجل: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله ÷: «إني أقول مالي أنازع القرآن»، قال: فانتهى الناس من القراءة خلف رسول الله ÷ فيما جهر فيه حين سمعوا ذلك عنه.

  وأخبرنا أبو بكر المقري، قال: حدثنا الطحاوي، قال: حدثنا حسين بن نصر، قال: حدثنا الفريابي، عن الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة نحوه، غير أنه قال: فاتعظ المسلمون بذلك ولم يكونوا يقرءون.