مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة: في ذكر الأدلة وشروط الاستدلال بها

صفحة 122 - الجزء 1

  فرقاً بين المتواترات التي سموها يقينية، وبين بعض مدلولات الكتاب العزيز والسنة النبوية في إفادتها القطع واليقين، والعجب منهم أنهم قد ذموا المغالطة وحذروا منها، ثم دخلوا فيها.

  وأما ما يقوله علماء المجبرة من أنا إنما نحكم بالمشهورات لأحد الأسباب المتقدمة، فهو ظاهر السقوط بدليل أنا لو فرضنا العاقل متعرياً عنها، فإنه يعلم بكمال عقله قبح القبيح، وحسن الحسن، والمنكر لذلك مباهت، ومن تأمل ما أوردناه على صحة القول بالاستغناء عن المنطق، وأنه يؤدي إلى مفاسد عظيمة في الإسلام.

  قال السيد العلامة محمد بن إبراهيم الوزير⁣(⁣١) |: (وقد اشتملت خطب أمير المؤمنين # ومواعظه، وسائر الأئمة على أدلة التوحيد من غير ترتيب أدلة المنطقيين، ولا تقاسيم أساليب المتكلمين، ودرج السلف على ذلك).


(١) السيد العلامة الحافظ محمد بن إبراهيم بن المرتضى الحسني، أحد علماء الزيدية، وهو أخو الهادي بن إبراهيم، ولد في هجرة الظهراوين، سنة (٧٧٥ هـ) وبرز في كل الفنون، وألف المؤلفات المتعددة منها كتاب (إيثار الحق على الخلق)، في العدل والتوحيد، و (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان)، و (تنقيح الأنظار) في علم الحديث وقد وهم في بعض مقالاته عن الزيدية فيها، وله كتاب (العواصم والقواصم)، وله بعض الآراء التي لا تتوافق مع مذهب العترة قال شيخنا العلامة مجد الدين المؤيدي: وقد صح رجوعه برواية الإمام الشهيد محمد بن عبدالله الوزير وصاحب مطلع البدور انظر التحف: ٢٨٧، قلت وهذه من نعم الله عليه مع غزارة علمه توفي سنة (٨٢٢ هـ).