مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1243 - الجزء 2

  وقال الدارقطني رواة الحديث كلهم ثقات.

  فإن قيل: كيف يكون منكم الاعتماد على رواية سمرة وهو المشهور ببغض الوصي وانتهاك المحرمات؟

  قيل: لم نعتمد على روايته في ثبوت السكتات لثبوتها بالجملة من رواية غيره وقد مر بعضها.

  وأما تعيين مواضعها فمعتمدنا رواية (العلوم) ولم يصرح فيها بالرواية عن سمرة، ومن الجائز أن يكون الحسن قد رواها عن غيره، غايته احتمال ذلك، وما تقدم من تصحيح مرسلات الحسن وأنها عن الوصي يضعف ذلك الاحتمال، على أنه قد صدقه أبي بن كعب كما في (الهدي النبوي).

  وقال فيه أيضاً: وقد صح حديث السكتتين من رواية سمرة وأبي بن كعب وعمران بن حصين. ذكر ذلك أبو حاتم في صحيحه.

  وفي (النيل): عن أبي هريرة أن النبي ÷ كانت له سكتة إذا افتتح الصلاة، رواه أبو دواد والنسائي، وقد ذكر في (الهدي) اختلاف العلماء في مواضع السكتات.

  والمعتمد في ذلك ما صح عن النبي ÷، وقد عرفت ما دلت عليه رواية (العلوم)، ولا يعارضها الاقتصار على السكتتين، رواية أبي وعمران؛ لأنه قد قيل: إن السكتة الثالثة لطيفة جداً لأجل تراد النفس، فمن لم يذكرها فلقصرها، ومن اعتبرها جعلها سكتة ثالثة.