مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1259 - الجزء 2

  وبايع النفس الزكية وكان من أتباعه، من أهل الورع والعبادة، توفي سنة تسع وخمسين، احتج به الجماعة، وأئمتنا الأربعة، والسيلقي، والنرسي.

  وقوله: وعن الزهري عن أبي سلمة. يريد بالسند السابق إلى الزهري، نبه به على أن الزهري رواه عن شيخين له، والحديث أشار إليه في (الشفاء)، وأخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجة.

  قال أبو داود وكذا قال الزبيدي وابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ومعمر وشعيب بن أبي حمزة عن الزهري: «وما فاتكم فأتموا»، وقال ابن عيينة عن الزهري: «فاقضوا»، وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة وجعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة: «فأتموا»، وكذلك روي عن ابن مسعود عن النبي ÷ وأبو قتادة وأنس بن مالك كلهم: «فأتموا».

  وفي صحيح البخاري حدثنا أبو نعيم، حدثنا شيبان، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: بينما نحن نصلي مع النبي ÷ إذ سمع جلبة الرجال، فلما صلى قال: «ما شأنكم؟» قالوا: استعجلنا إلى الصلاة، قال: «فلا تفعلوا، إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا».

  شيبان هو ابن عبد الرحمن النحوي، ويحيى هو ابن أبي كثير.

  وقوله: جَلَبة - بفتح الجيم وتالييها - أي أصواتهم حال حركاتهم، وسمى منهم الطبراني أبا بكرة، فيكون مقويا لما مر في الموضع الأول من تأويل نهيه عن العود بالحمل على قوله: «لا تأتوا الصلاة وأنتم تسعون».