الباب الثاني فيما يتعلق بجملة الفاتحة
  في الصلاة، فما هو جوابكم فهو جوابنا. وقد أتينا على حاصل ما ذكره السيدان والعلفي في المسألة ثم إن العلفي مال في آخرها إلى التوقف فقال: التوقف في طرفي المسألة أسلم من اعتقاد الجواز أو التحريم، وإن كنت إلى الجواز أقرب.
المسألة الثانية عشرة في فضائل هذه السورة وخواصها
  أخرج الثعلبي في تفسيره والواحدي في أسباب النزول: عن علي # قال: نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش.
  وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده بلفظ: حدثنا نبي الله ÷ أنها أنزلت من كنز تحت العرش.
  وأخرج ابن أبي شيبة في (المصنف)، وأبو سعيد بن الأعرابي في معجمه، والطبراني في الأوسط، من طريق مجاهد، عن أبي هريرة: أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة.
  وروى أبو بكر بن الأنباري في كتاب (الرد): عن مجاهد قال: (إن إبليس - لعنه الله - رن أربع رنات حين لعن، وحين أهبط من الجنة، وحين بعث محمد ÷، وحين نزلت فاتحة الكتاب، وأنزلت بالمدينة، وأخرجه وكيع في تفسيره وأبو الشيخ في (العظمة) وأبو نعيم في (الحلية)، ذكره في (الدر المنثور) من دون قوله: وأنزلت بالمدينة.
  وقال الهادي: فهل في القرآن فيما نزل الله من النور والبرهان شيء