مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1288 - الجزء 2

  وقد حكى النووي عن العلماء أن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف، فأما ما حصل بلا كلفة ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحوها، أو كان محفوظاً فلا بأس به، بل هو حسن.

  واحتج بقوله ÷: «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها وأنت مولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ...» الحديث.

  قلت: وقد ورد الدعاء بالشعر عن السلف وكبار الأئمة كما لا يخفى، ومنه قول ابن حجر بن عدي يوم الجمل:

  يا ربنا سلم لنا علياً ... سلم لنا المبارك المضيا

  المؤمن الموحد التقيا ... لا خطل الرأي ولا غويا

  إلى آخره، ذكره في شرح نهج البلاغة.

  قال العلفي: فلو لم نقل بالجمع المذكور بين الأدلة وفرضنا أن حديث ابن عباس يقوى على معارضة أحاديث ما فيها سجع لوجب الرجوع إلى الأصل وهو الجواز، فالأولى عدم القطع بالتحريم فإنه كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح، وإن كان ينبغي اجتنابه، لكن لا على جهة اعتقاد التحريم.

  فإن قيل: إذا لم ينقل الدعاء بالشعر عن الشارع فهو بدعة.

  قيل: لا يجوز أن يقال فيما دل عليه الدليل إنه بدعة، ولو لم يتناوله ذلك الدليل إلا بعمومه أو كان قياساً أو إجماعاً، ثم إنه يلزم أن يكون كل ما لم يؤثر عن النبي ÷ له من الدعاء المنثور بدعة ولو لم يكن