مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1297 - الجزء 2

  قلت: وقد ذكر الباحث عنه ابن حبان في مقدمة تاريخ الضعفاء، فقال: روى ابن مهدوي قال: قلت الميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا وكذا فله كذا؟ قال: وضعتها أرغب الناس فيها، وروينا عن المؤمل بن إسماعيل قال: حدثني شيخ بحديث أبي بن كعب في فضائل سور القرآن سورة سورة فقال: حدثني رجل بالمدائن وهو حي، فصرت إليه فقلت له: من حدثك؟ قال: حدثني شيخ بواسط وهو حي، فصرت إليه فقلت له: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بالبصرة، فصرت إليه فقلت له: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بعبادان، فصرت إليه فأخذ بيدي فأدخلني بيتاً فإذا فيه من المتصوفة وبينهم شيخ فقال: هذا الشيخ حدثني فقلت: ياشيخ من حدثك؟ فقال: لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا في⁣(⁣١) القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن.

  وقد ذكر نحو هذا النووي، وقد أجاب عن ذلك الإمام أحمد بن هاشم # في (السفينة) فقال ما حاصله: هذا باطل يجب طرحه الأربعة وجوه:

  الأول: أن قوله: وضعه رجل من عبادان. غير مصدق، الجواز أن يكون فاسقاً أو ملحداً، قاله تنقيصاً لقدر القرآن وتزهيداً في فضله، وأي فائدة في فضيلة باطنها الفساد وتلبيس الحق بالباطل، هذا مع الجهل بحال الرجل يعني المدعي للوضع.


(١) في هامش الأصل: عن موضوعاً بجوارها (ظ) وعبارة: تمت مؤلف.