المسألة الأولى: في معناه
  وفيه لغة خامسة وهي التشديد مع القصر، وقيل: هي خطأ.
  وفي (الجامع الكافي) عن القاسم بن إبراهيم أن (آمين) ليست من معروف كلام العرب، واعترضه الشوكاني فقال: وأما ما رواه في (الجامع الكافي) عن القاسم بن إبراهيم أن (آمين) ليست من لغة العرب فهذه كتب اللغة بأجمعها على ظهر البسيطة.
  قلت: نقل كلام الإمام على غير وجهه ليتم له التشنيع عليه، فإن القاسم # إنما أنكر كونها معروفة من كلام العرب، والظاهر أن مراده أنها غير جارية على قياس العربية باعتبار ما هو المشهور من استعمالها وهو المد مع تخفيف الميم وهو كما قال، فإن وزن فاعيل إنما يكون في الأسماء العجمية، وقد قيل: إن هذا الاسم عجمي، قال ابن هشام في (شرح الشذور): وهذه اللغة أكثر اللغات استعمالاً، ولكن فيها بعد في القياس إذ ليس في اللغة العربية (فاعيل)، وإنما ذلك في الأسماء الأعجمية كقابيل، ومن ثم زعم بعضهم أنه أعجمي.
  فهذا كلام من لاريب في تقدمه في العربية يشهد للقاسم بكمال المعرفة والتطلع إلى اللغات، وعلى الشوكاني بالنقص والاكتفاء بظواهر العبارات، وأما سائر اللغات المحكية فيها فقد عرفت إنكار جماعة من العلماء لها وتخطئتهم لناقلها.
  وقال صاحب (الإكمال): حكى ثعلب القصر وأنكره غيره إلا في الشعر، ذكره في شرح الشذور، وقد حكى الشوكاني نحوه. وعند التأمل لما حكينا تعرف أن القول بأن هذه الكلمة ليست عربية أو ليست من مشهور كلامهم هو الصواب دون ما عداه.