مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [ما يتعلق بأوائل السور]

صفحة 1370 - الجزء 3

  مع عدم إنكارهم لاحتمالها المعاني المذكورة؛ ومن ثم لم يذكر العلماء لهم شبهة تفيد القطع عندهم بعُرُوَّها عن معنى مقصود. واختلف القائلون بأن لها معنى مقصوداً في تعيينه، فقال أبو بكر والشعبي، وروي عن ابن عباس، ورواه في تفسير الشرفي عن القاسم والهادي #: إن هذا علم مستور، وسر محجوب، استأثر الله بعلمه.

  قال أبو حيان: وعلى هذا حَوَّمَ جماعة من القائلين بعلم الحرف، ويستدل لهم بأنه قد قام الدليل على إثبات سر الله تعالى؛ نحو: ما روي في الخبر⁣(⁣١) عنه ÷: «للعلماء سر، وللخلفاء سر، وللأنبياء سر، وللملائكة سر، ولله من بعد ذلك كله سر، فلو اطلع الجهال على سر العلماء لأبادوهم، ولو اطلع العلماء على سر الخلفاء لنابذوهم، ولو اطلع الخلفاء على سر الأنبياء لخالفوهم، ولو اطلع الأنبياء على سر الملائكة لَا تَّهَمُوهم، ولو اطلع الملائكة على سر الله تعالى لطاحوا حائرين، وبادوا بائرين» ويشهد لهذا الخبر في إثبات سر الله تعالى وغيره ما روي عن علي # أنه سئل عن القدر، فقال: (سر الله فلا تتكلفوه).

  وما روي عن النبي ÷ أنه قال لعلي #: «لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلت فيك مقالاً لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يتبركون به» أو كما قال.

  وعن زين العابدين # أنه قال:

  إني لأَكْتم من علمي جواهره ... الأبيات


(١) رواه الرازي. تمت مؤلف.