مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1378 - الجزء 3

  معانيها لا يدل عليها دليل منقول، ولا يدركها ذوو العقول، وقد رد الرازي كثيراً من الأقوال الواردة بأن العرب لم تستعمل هذه الألفاظ لتلك المعاني، والقرآن نزل بلغتهم، وبأنه لا يمكن حملها على جميعها، ولم يقل به أحد، وتخصيص بعضها دون بعض بلا دليل تحكم، والذي عليه المحققون، وأطبق عليه الأكثر، قال الإمام المهدي #: وهو الأقرب أنها أسماء للسور، وإليه ذهب الخليل، وسيبويه قالوا: سميت بها إيذاناً بأنها كلمات عربية معروفة التركيب من مسميات هذه الألفاظ؛ كما قال تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا}⁣[يوسف: ٢] فيكون فيه إيماء إلى الإعجاز والتحدي على سبيل الإيقاظ، فلولا أنه وحي من الله ø لما عجزوا عن معارضته، ويقرب منه ما قاله الكلبي، والسدي، وقتادة من أنها أسماء للقرآن.

  قال القفال: وقد سمت العرب بهذه الحروف أشياء فسموا بلام: والد حارثة بن لام الطائي، وقولهم للنحاس: (ص) وللنقد: (ع) وللسحاب: (غ) وقالوا: جبل قاف، وسموا الحوت نوناً.

  فإن قيل: المقصود من الاسم العلم إزالة الاشتباه، وهو هاهنا حاصل لاتفاق كثير من السور في: (الم، وحم).

  قلنا: كسائر أسماء الأعلام التي لم يقصد بها إلا التعيين، ويزول الاشتباه بالقرائن.

  فإن قيل: لو كانت أسماءً للسور لتواترت لغرابتها بخروجها عن قوانين أسماء العرب، وكل غريب فهو مما تتوفر الدواعي إلى نقله.