مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة [معنى الهدى في الآية]

صفحة 1380 - الجزء 3

  ينبغي لمرتاب أن يقع فيه تنزيلاً لوجود الشيء منزلة عدمه عند وجود ما يزيله.

  قال الإمام القاسم بن محمد #: وفي الآية دليل على كفر من راب في كتاب الله؛ لأنه أكذب الله في خبره.

المسألة الثالثة [معنى الهدى في الآية]

  الهدى هنا عبارة عن الدلالة التي من شأنها أن توصل إلى البغية، ولا شك في أن القرآن كذلك فإن من اتبعه وتدبره أوصله إلى معرفة ما به السعادة الدائمة، والنجاة من الشقاوة اللازمة؛ لاشتماله على جميع ما يلزم المكلف معرفته من إثبات الصانع، وبيان الشرائع، والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، والزجر والتهديد، وهذا واضح لا يحتاج إلى إطناب.

  فإن قيل: كيف يكون القرآن هدىً في معرفة الله تعالى وصفاته ونحو ذلك مما تتوقف صحة القرآن على معرفته؟

  قلنا: لأنه مشتمل على الآيات المثيرة لما هو مدفون في العقل من الطرق الموصلة إلى العلم اليقين بالمطلوب، والاستدلال بالآيات المثيرة لدفائن العقول على إثبات الصانع هو قول أئمتنا $، والجمهور من غيرهم، قالوا: ولم نستدل به لكونه سمعاً، بل لأنه دليل منبه للعقلاء على أقوى طرق الفكر التي يريد العقل أن يسلكها في الاحتجاج، فإن للفكر طرقاً شتى يمكن سلوكها، ولكن ما نبه الله