مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة [معنى الهدى في الآية]

صفحة 1381 - الجزء 3

  عليه وأشار إلى سلوكه هو أقواها قطعاً، فيكون ذلك حينئذٍ سلوكاً في الطريق الموصل إلى العلم واليقين بالمطلوب، ويؤيد ذلك قول علي #: (فبعث فيهم رسله، وواتر عليهم أنبياءه ليستهدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول، ويروهم آيات المقدرة من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، ومعايش تحييهم، وآجال تفنيهم، وأوصاب تهرمهم، وأحداث تتابع عليهم) وقوله #: (فانظر أيها السائل بعقلك فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به واستضيء بنور هدايته، وما كلفك الشيطان علمه مما ليس عليك في الكتاب فرضه، ولا في سنة النبي ÷ وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله سبحانه؛ فإن ذلك منتهى حق الله تعالى عليك، واعلم: أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب، الإقرار بما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخاً، فاقتصر على ذلك، ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين).

  وقوله #: (واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به على لأوائكم، فإن فيه شفاء من أكبر الداء. وهو الكفر والنفاق والغي والضلال).

  وقال القاسم بن إبراهيم #: فالويل كل الويل لمن لم يكتف