مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1403 - الجزء 3

  مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٣٥ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٣٦}⁣[الذاريات] وهم أهل بيت واحد.

  وقال تعالى: {قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ}⁣[الحجرات: ١٧] فسمى الإسلام إيماناً.

  قال الهادي #: فلما سمى الله ø الصلاة والزكاة ديناً، وسمى الدين إسلاماً، وسمى الإسلام إيماناً؛ علمنا أن الصلاة والزكاة من الإيمان والإسلام والدين. ومما يطابق هذه الآيات الدالة على حقيقة الإيمان من السنة: ما رواه باب مدينة العلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عن رسول الله ÷ أنه قال: «الإيمان معرفة بالقلب، وإقرارٌ باللسان، وعمل بالأركان»، وعن أبي هريرة قال رسول الله ÷: «الإيمان بضع وسبعون باباً، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها رفع الأذى من الطريق».

  وعن ابن عباس في قوله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}⁣[الفتح: ٤] قال: بعث الله محمداً ÷ بشهادة أن لا إله إلا الله، فلما صدق به المؤمنون زادهم الصلاة، فلما صدقوا بها زادهم الزكاة، فلما صدقوا بها زادهم الحج، فلما صدقوا به زادهم الجهاد، ثم أكمل لهم دينهم فقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}⁣[المائدة: ٣].

  وعن عثمان بن حنيف كان رسول الله ÷ قبل أن يقدم من مكة يدعو الناس إلى الإيمان بالله وتصديقاً به قولاً بلا عمل، والقبلة إلى بيت المقدس، فلما هاجر إلينا نزلت الفرائض، ونسخت المدينة مكة