مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1404 - الجزء 3

  والقول فيها، ونسخ البيت الحرام بيت المقدس، فصار الإيمان قولاً وعملاً.

  وعن أبي سعيد قال رسول الله ÷: «لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن» قيل: يا رسول الله كيف يصنع إذا وقع شيء من ذلك؟ قال: «إن راجع التوبة راجعه الإيمان، ومن لم يتب لم يكن مؤمناً».

  وعن ابن عباس قال: إذا زنى العبد نزع منه الإيمان. وعن أبي هريرة قال رسول الله ÷: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المسلمون إليه رؤوسهم وهو مؤمن».

  قال الناصر # في البساط: ما ذكر من الحديث المشهور عن رسول الله ÷: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» لا يحتاج إلى ذكر أسانيده وطرقه، ولكن تفسير معناه قد يكون أكثر المقرين بالشهادتين المصدقين برسول الله ÷ يزنون مع إقرارهم الذي هو في اللغة إيمان، ومحال أن يقول #: لا يكون لما قد يكون، ولكنه أراد أنه لا يؤمن الزاني نفسه من سخط الله وأليم عقابه إن شاء الله تعالى.

  وعن أنس قال رسول الله ÷: «إن الرجل لا يكون مؤمناً حتى يأمن جاره بوائقه يبيت وهو آمن من شره، إنما المؤمن الذي نفسه منه في عناء والناس منه في راحة».

  وفي حديث أبي هريرة يرفعه «والإيمان قول وعمل، ولا قول