{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  والتقوى أسماء موضوعة على فعل الطاعة الله تعالى على سبيل الجملة، واجتناب معاصيه على سبيل الجملة، وهذا شيء لا يختلف ولا ينسخ، فارتفع الإشكال.
  قالوا: لو كان الإيمان كما ذكرتم لصح وصفه بالزيادة والنقصان.
  الجواب: ملتزم، فإن من كانت طاعاته أكثر فإيمانه أكثر؛ بدليل قوله تعالى: {زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}[الأنفال: ٢] وإنما لم نقل فيمن لم يفعل بعض النوافل: إنه ناقص الإيمان؛ لأنه يوهم الخطأ وهو الذم له والخطأ منه، حتى لو قُيَّد لصح.
  قالوا: لو كانت الصلاة من الإيمان لوجب أن يقال لمن تركها: إنه ترك الملة؛ لأن الملة، والإيمان، والإسلام واحد عندكم.
  الجواب: لا نسلم لزوم ذلك، قال الإمام المهدي #: لأنه إنما ترك بعض الإيمان فلا يوصف بأنه ترك الإيمان والملة لإيهامه الكفر، وإنما يقال: ترك بعض الملة، وبعض الإيمان؛ ونظير ذلك أن من فسدت صلاته فإنه لا يقال: فسد دينه أو بطل؛ لإيهامه، وإنما يقال: فسدت صلاته، أو بطلت.
  قال #: وحاصل الكلام أن العبارات الموهمة لا يجوز إطلاقها؛ يوضحه أن الخشبة الثابتة في الأرض من آيات الله، وحجته على عباده، فإذا انكسرت أو ضعفت لم يحسن أن يقال: انكسرت حجة الله على عباده، ولا ضعفت؛ لإيهامه.
  واعلم أنه قد تقدم أن الأئمة $، والمعتزلة، والخوارج