مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1411 - الجزء 3

  والتقوى أسماء موضوعة على فعل الطاعة الله تعالى على سبيل الجملة، واجتناب معاصيه على سبيل الجملة، وهذا شيء لا يختلف ولا ينسخ، فارتفع الإشكال.

  قالوا: لو كان الإيمان كما ذكرتم لصح وصفه بالزيادة والنقصان.

  الجواب: ملتزم، فإن من كانت طاعاته أكثر فإيمانه أكثر؛ بدليل قوله تعالى: {زَادَتْهُمْ إِيمَانًا}⁣[الأنفال: ٢] وإنما لم نقل فيمن لم يفعل بعض النوافل: إنه ناقص الإيمان؛ لأنه يوهم الخطأ وهو الذم له والخطأ منه، حتى لو قُيَّد لصح.

  قالوا: لو كانت الصلاة من الإيمان لوجب أن يقال لمن تركها: إنه ترك الملة؛ لأن الملة، والإيمان، والإسلام واحد عندكم.

  الجواب: لا نسلم لزوم ذلك، قال الإمام المهدي #: لأنه إنما ترك بعض الإيمان فلا يوصف بأنه ترك الإيمان والملة لإيهامه الكفر، وإنما يقال: ترك بعض الملة، وبعض الإيمان؛ ونظير ذلك أن من فسدت صلاته فإنه لا يقال: فسد دينه أو بطل؛ لإيهامه، وإنما يقال: فسدت صلاته، أو بطلت.

  قال #: وحاصل الكلام أن العبارات الموهمة لا يجوز إطلاقها؛ يوضحه أن الخشبة الثابتة في الأرض من آيات الله، وحجته على عباده، فإذا انكسرت أو ضعفت لم يحسن أن يقال: انكسرت حجة الله على عباده، ولا ضعفت؛ لإيهامه.

  واعلم أنه قد تقدم أن الأئمة $، والمعتزلة، والخوارج