المسألة السابعة [استطراد في ذكر الإيمان]
  على من أرسلها الله إليه معرفة الله، وتوحيده، والإيمان به أنه إله، واحد، خالق، ليس كمثله شيء، وإنما أجابت الرسل $ بغاية الحجة على من سألها بما بين الله لها، وأنزل في كتبه إليها، لم تعد ذلك إلى غيره، ولن تكون حجة أبلغ على الله من حجج أنبياء الله التي أبلغتها عن الله خلقه، ولا أهدى لهم إن قبلوها، قال الله تبارك وتعالى: {قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[إبراهيم: ١٠].
  وقال إبراهيم # في محاجته قومه، ودعائه إياهم إلى الله ø، وتعريفه إياهم رب العالمين: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ٧٥ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ ٧٦ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ ٧٧ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ٧٨ ...}[الشعراء: ٧٥ - ٧٨] إلى قوله: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ ٨١}[الشعراء] فدلهم عليه لا شريك له بالقدرة والتدبير.
  وقال موسى # عند مسألة فرعون إياه، إذ يقول: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى ٤٩ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ٥٠ قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى ٥١ قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى ٥٢}[طه].
  وقال فرعون أيضاً: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ٢٣ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ٢٤}[الشعراء]. {قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ٢٨}[الشعراء]، فلم يتعد موسى من الجواب عند مسألة فرعون إياه غير ما أنبأه الله في الكتاب، وفرعون اللعين أعمى العمين، وأعتى العاتين، وأخبث المتعنتين، أجابه موسى عن الله ø بالدلالة من خلق الله عليه، وكذلك نبينا محمد ÷ حين سأله قومه