المسألة الثامنة [أقسام المعرفة]
المسألة الثامنة [أقسام المعرفة]
  من عرف الله تعالى بالدليل. ولمَاَّ تَمَّتِ المعرفة مات، ولم يجد من الوقت ما يتلفظ فيه بكلمة الإيمان، ولا يأتي فيه بالعمل بالأركان فهو مؤمن؛ لأن التمكين من تمام التكليف، فلا يصح مع عدمه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧].
  قال القاسم بن إبراهيم #: العبادة تنقسم على ثلاثة أوجه:
  أولها: معرفة الله.
  والثاني: معرفة ما يرضيه وما يسخطه. والثالث: اتباع ما يرضيه، واجتناب ما يسخطه، فهذه الوجوه كلها هي كمال العبادة، وجميع العبادات غير خارجة منها، فمعرفة الله عبادة كاملة لمن ضاق عليه الوقت، وهي منفصلة عن العبادة الثانية لمن تراخت به الأيام إلى وصول التعبد، وهو الأمر والنهي الذي فيه رضى المعبود وسخطه، ثم العمل بما يرضيه، واجتناب ما يسخطه عبادة منفصلة من الوجهين الأولين لمن تراخى به الوقت إلى استماع كيفية العبادة على لسان الرسول الذي جاءت الشريعة على يديه. وكلامه # نص في المقصود. وقد حكى بعض العلماء الاتفاق على أن من آمن بالله ورسوله ثم اخترم قبل أن يتعين عليه عمل من أعمال الجوارح فهو مؤمن، وإن لم يعمل.