مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1427 - الجزء 3

  فانظر إلى هذه الكلمات القصيرة، الجامعة النافعة، التي يوردها أمير المؤمنين # تعليماً لأهل الحيرة والريب، أتظن أنه قصر في التعريف، أو أوقعهم في التلبيس، كيف وهو باب مدينة العلم، والمبين للأمة ما اختلفوا فيه من الحكم.

  وقال زين العابدين #: أسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه. وقال القاسم بن إبراهيم #: إن سئل عن اسمه فهو الله الرحمن الرحيم، وإن سئل عن صفته فهو الله العليم القدير، وإن سئل عن ذاته فهو الله الذي ليس كمثله شيء.

  وقال (الناصر) #: فلم يعرف الله سبحانه من وصف ذاته بغير ما وصف به نفسه. وسئل الإمام المطهر بن يحيى⁣(⁣١) # عن العامي الذي يعرف كون الله تعالى خالقاً رازقاً، وهو غير عالم بسائر الصفات، ومع ذلك أنه ناطق بالشهادتين آتٍ بالواجب، مجتنب للقبيح.

  فأجاب #: بأن هذا من خيار أهل الإيمان، وأن الإيمان الجملي كاف في حقهم، وأنه الذي كلفوا به. وهذا بحث نفيس فشد به يديك، وعض عليه بناجذيك تنج من عطب، وتتخلص من نشب والحمد لله رب العالمين.


(١) الإمام المتوكل على الله، المظلل بالغمام المطهر بن يحي بن المرتضى بن المطهر الحسني، أحد أئمة الزيدية وعظمائها، دعا سنة (٦٧٦ هـ)، وله كرامات ظاهرة، قال في دعوته: (وهلم إلى العمل بالكتاب الكريم، وسنة رسوله ÷). وتوفي سنة (٦٩٧ هـ) ¦، ومشهده في ذروان حجة، انظر التحف: ١٨٢.