المسألة الثانية والعشرون [في خواص تلك الآيات]
  إلي، فلما أصبحت رحلت، فلقيني شيخ منهم فقال: يا هذا إنسي أم جني؟ قلت: بل إنسي، قال: فما بالك لقد أتيناك أكثر من سبعين مرة كل ذلك يحال بيننا وبينك بسور من حديد، فذكرت له الحديث، والثلاث والثلاثون آيةً: أربع آيات من أول البقرة إلى قوله: {الْمُفْلِحُونَ ٥}، وآية الكرسي، وآيتان بعدها إلى قوله: {خَالِدُونَ ٢٧٥} والثلاث آيات من آخر البقرة: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ...}[البقرة: ٢٨٤] إلى آخرها، وثلاث آيات من الأعراف: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي}[الأعراف: ٥٤] إلى قوله: {مِنَ الْمُحْسِنِينَ ٥٦}[الأعراف] وآخر بني إسرائيل: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ ...}[الإسراء: ١١٠] إلى آخرها وعشر آيات من آخر الحشر(١): {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ...}[الحشر: ٢١] إلى آخر السورة وآيتان من {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}[الجن: ١] {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً}[الجن: ٣] إلى قوله: {شَطَطًا ٤} فذكرت هذا الحديث لشعيب بن حرب فقال لي: كنا نسميها آيات الحرب، ويقال: إن فيها شفاء من كل داء، فعد علي الجنون، والجذام، والبرص، وغير ذلك.
  قال محمد بن علي: فقرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عنه ذلك.
  وفي (الوسائل العظمى) للسيد العلامة العابد يحيى بن المهدي #. عن جعفر بن محمد بإسناده إلى آبائه، عن النبي ÷ أنه قال: «من قرأ في صباحه أو مسائه ثلاثين آية من كتاب الله لم يضره لص طارئ،
(١) هنا إشكال فالآيات من قوله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ} إلى آخر السورة ليست إلا أربع آيات، وإذا احتسبنا عشر آيات من آخر سورة الحشر فستكون من قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...} إلى آخر السورة.