قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}
  فإذا قالوا: نعم، قيل لهم: فلم لا تجتزون من خلق الله بما اجتزى الله به لخلقه.
  وعن قاسم بن عبيد عن بنين(١) بن إبراهيم قال: قلت لقاسم بن إبراهيم: قال لي ابن منصور عنك: إنك قلت: من زعم أن القرآن مخلوق فقد ابتدع، فقال: نعم هما بدعتان لم يبلغنا أنهم قالوا مخلوق أو غير مخلوق، ولكنا نقول: كلام الله ووحيه، وقال الحسن بن يحيى #: أجمع آل رسول ÷ أن الله خالق كل شيء، والقرآن كلام الله ووحيه وتنزيله يسمى بما سماه الله في كتابه لا يجاوز ذلك إلى غيره، وقال الحسن وسئل عن القرآن: قد وجدنا الله سبحانه سمى القرآن بأسماء في كتابه لم يرد من خلقه أن يتكلفوا للقرآن اسماً غير ما سماه الله به، وقبل ذلك من أهل الإسلام في عصر نبينا ÷، ومن القرون التي كانت من بعده حتى تكلم المتكلمون بالرأي، وتراقوا(٢) في دينهم رجماً بالغيب إلى صفة ما لا يدركونه من نعت خالقهم، وحتى نحلوا القرآن اسماً برأيهم لم يجدوه منصوصاً في آية محكمة يستغنى بها في التأويل، واحتجوا بأنهم لم يجدوا للمجعول معنى يصرفونه إليه إلا مخلوقاً، فسموا القرآن برأيهم مخلوقاً، ولم يسموه مجعولاً كما قال الله تعالى، ومنزلاً ومحدثاً كما قال الله، ولم يتراقوا رجماً بالغيب إلى تحديد القرآن من ذات الله تبارك وتعالى عن أن يدركه الواصفون إلا بما وصف به نفسه في كتابه بلا تحديد ولا تشبيه، ولا تناهي
(١) كذا بنين هو العطار كما في الجامع الكافي في غير هذا الموضع. تمت مؤلف.
(٢) ترقى في العلم أي رقى فيه درجة درجة. ا. هـ. ض. تمت. مؤلف.